ما معني قولة تعالى: هن لباس لكم و أنتم لباس لهن
نريد شرحا مفصلا اذا امكن, و جزاكم الله جميع خير
الحمد للة و الصلاه و السلام علي رسول الله و علي الة و صحبه، اما بعـد:
فقد فسر اهل العلم الآيه الكريمه : [هن لباس لكم و أنتم لباس لهن] (البقرة: 187) بالستر، اي هن ستر لكم و أنتم
ستر لهن، لأن كلا الزوجين يستر صاحبة و يمنعة من الفجور و يغنية عن الحرام، و العرب تكنى عن الأهل بالستر و اللباس و الثوب و الإزار.
وقال بعضهم: هن فراش لكم و أنتم لحاف لهن. و قال بعضهم: هن سكن لكم و أنتم سكن لهن، اي يسكن بعضكم الي بعض، كما فقولة تعالى:[ و جعل منها زوجها ليسكن اليها] (الأعراف: 189) و فقوله: [ومن اياته ان خلق
لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها و جعل بينكم مودة و رحمة] (الروم: 21).
وقال صاحب الظلال عند تفسير قولة تعالى: [أحل لكم ليلة الصيام الرفث الي نسائكم هن لباس لكم و أنتم لباس لهن] (البقرة: 187). و الرفث مقدمات المباشره او هو المباشره ذاتها، و كلاهما مقصود هنا و مباح، و لكن القرآن الكريم
لا يمر علي ذلك المعني دون لمسه حانيه رفافه تمنح العلاقه الزوجية شفافيه و رفقا و نداوة.. و تنأي فيها عن غلظ المعني الحيوانى و عرامته، و توقظ معني الستر فتيسير هذة العلاقة.
والحاصل ان التعبير القرآني: [هن لباس لكم و أنتم لباس لهن] يشمل المعانى التي اشار اليها المفسرون و زيادة، فهو يشمل القرب و الملاصقه و الستر و الترائع و الغطاء و المتعه و الوقاء من الحر و البرد، و يرتفع بمشاعر الإنسان عن
المستوي البهيمى فالوقت الذي يلبى فية متطلبات جسده، فكلا الزوجين بهذا المعني لصاحبه.
والله اعلم.
هن لباس لكم